تغاريد غير مشفرة (239) .. صوت الشعب مخذول بالخيانات ونكران الجميل
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
صوتي المخنوق .. صوت الفقراء و المكدودين و المسحوقين و العائشين في قاع الجحيم .. صوت الهائمين في فلوات الفقدان الكبير، و السنين المُهدرة في دروب الضياع التي تكاثرت و تزاحمت، و سدت في وجوهنا سبل النجاة، و عاث الفساد في البر و البحر، و سفك الدماء الكثيرة، و أباح للإذلال كل فسح العيش الكريم..
(2)
صوتي اللامنتمي المذبوح على مشرحة الجماعات الدينية و الأحزاب التي تنازعت بقايانا، و قادتنا إلى هذه الحرب المدمرة، و البشاعات المروعة، و هذا الاحتلال الغشوم، و النهايات الكارثية التي تعجز كل لغات الدنيا عن وصف خرابها، أو حتى الإحاطة بأطرافها..
(3)
هذه الأحزاب التي أدرك قيادتها العطب، تركتنا نصارع أقدارنا وحيدين في المواجهة مع الموت و الجوع و الحصار، و من حصادها إنها أدخلتنا في البند السابع لميثاق الأمم، ودعت أطماع و جيوش العالم لتحريرنا من نفوسنا و أنفاسنا، و تمنت لنا مزيدا من اشتداد الحصار، بل و لازالت تدعو بعد كل هذه الحرب أن يكون الحصار أثقل و أشد، حتى نثور بدلا عنها دون أن نمس تجّارها و المرابون بها و المستفيدين منها بضر و لا خسران.
(4)
الصوت المستقل المخدوع بهم .. المصلوب على جدرانهم الرمادية .. المثقل بجراحات الوطن العميقة .. صوت النأي الحزين المشبع بالوجع و الأنين .. الآتي من قاع المجتمع، و تفاصيل جحيمه اليومي، و معاناته الطويلة التي لا تنتهي .. و وجدانه المثقل بالمآسي و الكآبة و الكمد .. حشرجات صوتي المختنق بالألم الذابح بسكاكين الموت العلس..
(5)
صوت الشعب المخذول بالخيانات و نكران الجميل .. غصات البكاء المقموع في الحناجر .. الصوت الذي بح و فقد بقاياه في ضجيج هذه الحرب الضروس .. الصهيل الملجوم بألف لجام من حديد .. المقموع بألف هراوة، و سجون و زنازين تكاثرت حتى صارت أكثر من العد، و مقابر باتت عصية على أن تُحصى أو تُعد .. أكثر من خرائب ألف عام خلت.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.